كلمة رئيس التحرير

لبنان وطن … بلا شعب

 

أقف على شفير السطور خائبا خائفا ، محبط النفس ومسلوب الروح ، اقرع باب القلم فلا يسمع ندائي ، ولا يلبي طلبي بالكتابة .

اقلب الصفحات ، ابعثرها ثم اطويها .. انثر الكلمات على هوامش متلاشية ، أغرق في لجة الظلام باحثا عن قبس نور عن سراج ينير الدروب ، فلا من يسعفني ولا من يداوي جراحي ، ولا من يخفف آلامي واوجاعي.

انا ابن لبنان السجين ، ابن هذا البلد المخطوف من الأحزاب التي تقف خلف الطائفية المتمذهبة ، انا ابن هذا البلد المدمر ،انا ابن هذا البلد المسلوب حق شعبه العيش بكرامة ، انا ابن هذا البلد المرتمي في أحضان الخوف والقلق على مستقبل أبنائه المظلم .

انا خائف على لبنان وطني الذي يحتضر خائف على ذكريات طفولتي ومأوى شيخوختي .

انا عاتب ، غاضب ، موجوع ، انا مذعور من الغد ، مرعوب من المستقبل ، اسمع أنين الثكالى ، وبكاء الأطفال والعجز ، لقد فقدوا الأمل والرجاء .

ماذا فعلتم بوطني أيها الساسة المارقين ، الفاسدين ، المرتكبين أفظع الجرائم بحق شعب تدثر بعباءة القرف ، وانطوى تحت جلباب الخوف واليأس والقنوط.

كنا نعرف أنكم أيها السياسيون لا تملكون حس المسؤولية ولا مشاعر تجاه الإنسان اللبناني، كنا نعتقد ان السياسين وحدهم الفاسدين، المستغلين، والحرامية، ورموز الاحتكار ، فضائحكم بالجملة، فضائح سرقة دعم الدواء والبنزين والمازوت والغاز ، ودعم المواد الغذائية، فضيحة المستشفيات، والمتاجرة بارواح الناس ، فضيحة الفضائح الاختلاسات في وزارة الطاقة ، والاشغال ، ووزارة المال، والهاتف الخليوي ، ومحاصصة التوظيفات الوهمية ، فضائح التحكم السياسي في القضاء ، فضائحكم لا تعد ولا تحصى .
كنا نفترض أن أذرع الدولة باجهزتها القضائية، والأمنية، ستنتفض وتقضي على تلك الطبقة السياسية التي نهشت في جسم البلد ولكن! …

ماذاسنفعل على من يمكننا الرهان ؟
اذا من يستطيع محاسبة هؤلاء السياسيين،

ما عادت اذاننا قادرة على سماع الأزمات،
لبنان ليس صندوق بريد لأحد ، ما عدنا قادرين على العيش في جو محموم مأزوم وممذهب ، لم يعد بمقدورنا الصبر على رؤية وطن يركض مهرولا نحو صقر في جهنم ، نحو التدهور المتسارع على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات ما عاد باستطاعتنا تحمل تصاريحكم المزيفة وخطاباتكم التي تحمل في طياتها الحقد والكرهية والطائفية والمذهبية .

نريد أن نستعيد لبناننا من أيدي محتكريه .

لذا يجب علينا نحن اللبنانيين ان نكون يدا واحدة متحدين في وجه الطغاة السياسيين الفاسدين وازلامهم ومقارعتهم ومحاسبتهم بشتى الطرق والوسائل المتاحة، وان نعمل على مكافحة الفساد والفاسدين من رأس السلطة حتى أصغر موظف فاسد .

رئيس تحرير مجلة الحقائق
علي حسني مهدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى