كلمة رئيس التحرير

عبور نحو الموت… ومجلس النواب أمام الفرصة المستحيلة

 

يهربون نحو حياة افضل… يستقلون مراكب الموت بعد ان نفذ صبرهم وبعد أن نفذ منهم الأمل.. يغامرون بحياتهم بكل شيء حتى بأغلى الأشياء الثمينة هربا من الحياة المريرة والصعبة والشاقة التي يعيشونها ، يبحرون في رحلات الموت غير مدركين ما ينتظرهم وغير عابئين بمصيرهم ومهما بلغت بهم النتائج.
عندما يفقد الإنسان عزه وشرفه وكرامته يهون عليه كل شيء في الحياة بما فيه الموت حتى يرتاح من مصيره المجهول لهذا السبب قرروا ان يهاجروا للهروب من جحيم الحياة المذلة ولهيب الوضع الاقتصادي والمعيشي.
يهاجرون إلى دول تحترم الإنسان وكرامته يشعرون بالانسانية التي يعاملون بها.
شهدنا ونشاهد منذ فترة أناس يركبون زوارق الموت ويهاجرون إلى دول أوروبية عبر البحر المتوسط بطريقة غير شرعية هربا من واقعهم الذي يعيشوه وهربا من هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي لم ترحم العباد لا في زمن الحرب ولا في زمن السلام.
الحالة لم تعد تطاق، ولا حياة لمن تنادي يهاجر الشباب بحثا عن وطن… بحثا عن انتماء لدولة تحترمهم لا لتذلهم… عن دولة ترفع من شأنهم الاقتصادي والاجتماعي… عن دولة تحترمهم وتقدر شهاداتهم وعلمهم… عن دولة خالية من عصابات ومافيات فاسدة وفاجرة متجزرة في مؤسساتها ، يبحثون عن دولة يسودوها العدل والمساواة بين جميع أبنائها… عن دولة مؤسسات لا دولة مارقة…
يعيش الوطن والمواطن اليوم أصعب واخطر لحظات تاريخه السياسي الحديث بعد ان تعزر التوافق السياسي على تشكيل حكومة والتي أصبح تشكيل الحكومات في لبنان منذ سنوات من أصعب الأمور والمهمات… حكومة تصريف الأعمال معطلة بسبب الانقسامات السياسية، والكارثة الكبرى مغادرة رئيس الجمهورية القصر الجمهوري دون استطاعة البرلمان في التلاقي على انتخاب رئيس للجمهورية،لقد تعودنا على الفراغ الدستوري دون أن يهز لمجلس النواب جفن ودون خجل واستبدلنا غياب الرئيس رأس السلطة بكلمة الفراغ بمصطلح الشغور الرئاسي.
للأسف بالامس القريب تم في بريطانيا تشكيل حكومة برئاسة تراس التي أستقالت بعد 45 يوما فقط في المنصب ، ليتم انتخاب سوناك رئيس لحكومة جديدة بفارق زمني قصير هكذا تبنى الأوطان، وهكذا تشكل حكومات فلنتعلم من هذه الدول كيفية بناء الدولة والمؤسسات وكيفية الثواب والعقاب …
كفى جدلا… كفاكم كذبا ونفاق تتقاتلون أمام شاشات التلفاز وفي كواليسكم تعيشون وتمضون فيما بينكم أحسن الأوقات لم تختلفوا يوما على تقاسم الحصص إنما تظاهرتم بجدال فيما بينكم وانتم تسيرون بالبلاد والعباد إلى قعر الهاوية ومن سيئ إلى أسوأ عاجزين عن بناء دولة، نعم ما هكذا تبنى الدولة وتشاد الأوطان، بجدالكم السياسي العقيم وبسرقاتكم وبفسادكم أضعتم الوطن… وأصبح هم المواطن الهروب من هذا الواقع المرير بحثا عن وطن…
تعالوا لننقذ ما تبقى من وطننا لبنان… تعالوا إلى كلمة سواء فيما بينكم ولتتحملوا مسؤولياتكم أمام الله والوطن والشعب الذي أعطاكم الثقة منذ مدة قصيرة ولتكن الخطوة الأولى البدء بإنتخاب رئيس للجمهورية ولنذهب نحو قيادة الوطن إلى بر الأمان وانقاذ المواطن مما يتخبط فيه من أزمات.

رئيس تحرير مجلة الحقائق والموقع الإلكتروني
علي حسني مهدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى