مقالات ورأي

أميركا تتهاوى أمام عظمة وقوة روسيا.

#كتب يوسف جابر:

تأتي زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط نتيجة تداعيات الأمور وتسارعها والتحديات التي تواجهها أميركا وحليفتها اسرائيل التي تنوي توجيه رسالة لايران لحماية أمن اسرائيل, والشق الثاني من الرسالة هو تعزيز دور اسرائيل مع الدول التي أبرمت وعقدت معهم اتفاقيات سلام وعلاقات متبادلة, وتوثيق زيارة الرئيس جو بايدن باتفاقيات مع المملكة العربية السعودية بزيادة انتاج النفط للسوق العالمي (أوبيك) بتعهد رفع الأسعار مقابل تمويل الحرب الاوكرانية ضد روسيا, وبيعهم ترسانة من الأسلحة باتفاقيات كما حصل مع الرئيس ترامب بمئات المليارات من الدولارات.

هذا وسيزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمهورية الاسلامية الايرانية مطلع الاسبوع القادم والتي تعد أول زيارة له للخارج بعد اندلاع الحرب مع أوكرانيا,مما يعني أن لها مدلولا خاصة في السياسة, وهي رسالة بحد ذاتها لأميركا واسرائيل وبعض دول الخليج العربي.
كما ستتوج زيارة الرئيس فلاديمير بوتين بلقاء مع المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي واعلان توسيع العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري وتدعيم الصناعات في وجه فرض العقوبات الاميركية والغربية على كل من ايران وروسيا بفتح خط تجاري في منطقة بندر عباس مع الهند الى روسيا بالاضافة لاعلان انضمام 12 دولة للاتفاق مع روسيا في التبادل التجاري والاقتصادي.

أما الاقتصاد الأوروبي في أسوأ حالاته والضغوطات الاميركية تزداد بالضغط لدعم أوكرانيا في حربها وعدم التخلي عنها بالتقارب مع روسيا.. هنا يستحضرنا القول بأن أوروبا تضع المسدس على رأسها باعلان الانتحار الاقتصادي وهذا أمر مريب بالنسبة لأوروبا التي تفتقد للقيادات الحاكمة والمسؤولة التي كانت تشارك اميركا في كل قراراتها أيام الاتحاد السوفياتي.

لقد اتخذت أوروبا خيارا عسكريا غير موفقا يكاد أن يطيح بها وينهي قوتها العسكرية العالمية والاقتصادية في آن واحد, بملء ارادتها لعضويتها في الحلف الأطلسي (الناتو) بضغط من الولايات المتحدة الاميركية تدعيما لموقف اوكرانيا في الحرب مع روسيا.

كنا نشرنا مقال سابق بعنوان أوكرانيا تضع المسدس على رأسها تاريخ 25/ابريل/2021 قبل بدء الحرب وخلال المواجهة بالخطابات والتهديدات تارة من الرئيس فولوديمير زيلنسكي وتارة أخرى من رؤساء بعض الدول الاوروبية لتشكيل جبهة عالمية بوجه روسيا الاتحادية التي لم تدخل المواجهة والحرب على اوكرانيا إلا من أجل الحفاظ على كامل أمنها الاستراتيجي أي برفضها انضمام اوكورانيا الى الحلف الاطلسي (الناتو) من جهة, ومن جهة ثانية لم تدخل الحرب روسيا إلا منتصرة بالخطط الاستراتيجية الدفاعية والهجومية لتحرير أكبر نسبة من الاراضي الاوكرانية من حكم النازيين المرتبطين بالصهيونية العالمية وليس كما يزعمون ان الغرب واميركا يحاربون النازيين, بل هم من يرعون أولائك الاشخاص لتحقيق مآربهم.

وان روسيا تعمل جاهدة للحفاظ على قوتها وبسط عظمتها أمام العالم للاعتراف العالمي وخاصة الأميركي التوسعي بها قوة عظمى والغاء القرار الأميركي الأحادي.

ان تهور الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلنسكي في التهديد والوعيد لابناء منطقة القرم واصراره بطلب الانضمام لحلف الناتو, بمساهمة الاعلام الغربي له ضد روسيا لتضليل الرأي العام, قد وضع روسيا أمام خيارين, الاول: تمكين روسيا من استعادة نفوذها السياسي والاقتصادي بحكمة القيصر فلاديمير بوتين الذي يدير المعركة بحكمة عالية, والثانية: خروج اميركا من كل القواعد التي تثير الريبة أمام التحدي مع روسيا, وهذا قد ينهي هيمنة الاستكبار الأميركي الغربي أو اللعب بأمن واستقرار أي من الدول في الأقليم .

هذا وأن القراءات السياسية في أوروبا تشير الى تأزم الوضع إقتصاديا في كل ملفاته وصولا الى حاجة اوروبا الى النفط والغاز لارتفاع التكاليف في السوق العالمي, وصولا الى انهيار العملة (اليورو) التي تفقد قيمتها أمام الدولار, وما بشر به وزير الاقتصاد الالماني هـابـيـك أن الاسعار سترتفع وتحلق في الخريف والشتاء, ومن الآن تباشير ارتفاع تكلفة الميغاواط زدات من 20 يورو إلى أكثر من 140 يورو, والقلق من “تأثير الدومينو” الافلاس على سوق الطاقة, وقد طلب من كافة الشعب الالماني بالتخلي عن الرفاهية!.
هذا ينطبق على كافة دول الاتحاد الاوروبي في ظل الانكماش الاقتصادي العالمي نتيجة موقف أوروبا من الحرب الروسية الاوكرانية.

عود على بدء..
دول العالم تتسابق للوقوف مع حلف روسيا الصين وايران الذي يمثل قوة عسكرية واقتصادية في وجه مشروع الاستكبار العالمي الاميركي والغربي ومن ورائهم الصهيونية العالمية.

… ان التعاون والتبادل بين الدول حق شرعي خاصة اذا كانت الدولة صديقة وحليفة في آن معا, وليس كباقي الدول التوسعية الاستكبارية تريد الهيمنة والتسلط في الهيمنة عليهم كما يحصل مع الكثيرين من دول العالم بالاذعان للولايات المتحدة الاميركية.
بيروت: 13/7/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى